You are currently viewing إرهاق التميز

إرهاق التميز

موظف دائمًا يُعرف بأنه “الأفضل”، يسعى للكمال في كل مشروع، يتجاوز التوقعات، ويحرص على تقديم أداء استثنائي يومًا بعد يوم. في البداية، الكل يمدحه ويعتمد عليه، لكن شيئًا ما يتغير هذا هو إرهاق التميز (Excellence Fatigue)، الظاهرة التي تصيب الأشخاص الطموحين الذين يضغطون على أنفسهم لتقديم الأفضل دائمًا، حتى على حساب صحتهم النفسية والجسدية.

إرهاق التميز ليس مجرد تعب عادي؛ إنه النتيجة الطبيعية للضغط المستمر لتحقيق الكمال والتفوق. يظهر في صورة إجهاد متواصل، قلة تحفيز، شعور بعدم الرضا رغم الإنجازات، وربما انخفاض الإبداع والإنتاجية بمرور الوقت. الموظف الذي يبدو “خارق الأداء” قد يكون في داخله متعبًا، وهذا ما يجعل الوعي بهذه الظاهرة مهمًا لكل من الموظفين والمديرين.

كيف تكتشفه؟

  • شعور دائم بالإرهاق حتى بعد إنجاز المهام.
  • صعوبة الاستمتاع بالنجاحات الشخصية والمهنية.
  • توتر مستمر وشعور بالضغط غير المرئي على الذات.
  • صعوبة في التركيز أو فقدان الإبداع تدريجيًا.
  • تراجع في العلاقات الاجتماعية: قد ينسحب الموظف من الأنشطة الاجتماعية أو يتجنب التفاعل مع زملائه.
  • تغيرات في العادات اليومية: يمكن أن يؤدي الضغط المستمر إلى اضطرابات في النوم وتغيرات في الشهية.
  • الكمالية المفرطة: تزايد النقد الذاتي وتوقعات غير واقعية من أنفسهم.

للموظفين:

الوعي هو أول خطوة للخروج من هذا النمط. تحديد حدودك، ممارسة التوازن بين العمل والحياة الشخصية، وطلب الدعم عند الحاجة، كلها خطوات تساعد على تقليل الإرهاق والحفاظ على التحفيز والرضا الوظيفي. بعض النصائح الإضافية تشمل:

  • تعلم تقنيات إدارة الوقت: تساعدك في تحديد أولويات المهام وتحقيق التوازن بين العمل والحياة.
  • ممارسة الرياضة: قد تكون هذه الأنشطة وسيلة فعالة لتخفيف التوتر وزيادة التركيز.
  • تحديد أهداف واقعية: بدلاً من السعي للكمال، حدد أهدافاً قابلة للتحقيق لتعزيز شعورك بالنجاح.

للمدراء وأصحاب الأعمال:

من المهم التعرف على علامات إرهاق التميز لدى فريقك، وتشجيع ثقافة التوازن والاعتراف بالجهود. استراتيجيات مثل توزيع المهام بشكل عادل، المرونة في العمل، وفرص التدريب والدعم النفسي، تساعد في الحفاظ على المواهب ومنع الاستنزاف النفسي الذي قد يقلل الإنتاجية. يمكن أيضًا تفعيل قنوات التواصل لمساعدة الموظفين على التعبير عن مشاعرهم والضغوط التي يواجهونها، وتقديم برامج دعم الصحة النفسية.

إرهاق التميز ليس عيبًا، بل نتيجة طبيعية للطموح العالي. التعامل معه بذكاء يضمن بيئة عمل صحية، منتجة، ومستدامة، حيث يمكن للطموحين أن يتألقوا دون أن يفقدوا صحتهم ورضاهم الشخصي.